يُعتبر
فيتامين (B6) عنصراً غذائياً ضرورياً لحياتك، فجسمك يستعين به مرات عدة في اليوم لتأدية
وظائف حيوية لك، وهو يوصف بأكثر العناصر الغذائية الناشطة في الجسم، نظراً إلى
دوره الرئيسي كحافز للإنزيمات التي تحتاج إلى مساندة إضافية لأداء وظيفتها على
أكمل وجه. إضافة إلى ذلك، اكتشف الأطباء أن لهذا الفيتامين دوراً فاعلاً في القضاء على
عدد كبير من الاضطرابات الصحية، التي يبدو أنها تنتج عن وجود نقص في الـ"بريدوكسين". - آلية
عمله: يعمل الفيتامين (B6)على تغذية الجهاز العصبي عن طريق حفز إنتاج المواد الكيميائية
التي تُعرف باسم ناقلات الأعصاب، الضرورية لعمل المخ بشكل سليم، كما يحفز إنتاج
البروتينات وينشط عملية تكوين خلايا الدم الحمراء كي لا تصاب بالأنيميا. كذلك،
تبين للأطباء أن الفيتامين (B6)
مفيد جداً لعملية التمثيل الغذائي وتحويل المأكولات التي
نتناولها إلى طاقة نستطيع استخدامها، كما أنه يحافظ على توازن الصوديوم
والبوتاسيوم، ويحفز عملية تكوين الحمضين النويين (DNA) و(RNA) اللذين يحتويان على المعلومات
الجينية الخاصة بعمليات التكاثر لجميع خلايا الجسم. إلا أن أكثر المهمات إثارة له،
ليس لها أي علاقة بهذه العمليات اليومية العادية التي تحصل في جسمك. إذ بيّنت
الأبحاث أن له دوراً رئيسياً في الوقاية من بعض الأمراض، لاسيّما التشنجات
والصَّرع، كما أنه يسهل العلاجات ويجعلها أكثر فاعلية. إضافة إلى ما ذُكر، يؤدِّي
فيتامين (B6) بالتعاون مع حمض الفوليك وفيتامين (B12)، دوراً أساسياً في الحماية ضد مرض السرطان، ويساعد على الوقاية من
تصلب الشرايين، ويثبط عملية تكوُّن مادة سامة تُسمَّى "هوموسيستاين Homocysteine"، التي يُعرف عنها
أنها تهاجم عضلة القلب وتسمح بتراكُم الكوليسترول حولها. فقد كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين
لديهم مستويات مرتفعة من هذا المركّب الكيميائي في الدم، معرضون أكثر من غيرهم
للإصابة بأمراض القلب، كما تبيَّن أن مرضى القلب الذين لديهم مستويات طبيعية من
الـ"هوموسيستاين" يعانون نقصاً في الفيتامين (B6). من هنا ينصح الأطباء مرضى القلب
أو المعرّضين للإصابة بأمراض القلب تناول الفيتامين (B6) مع الحرص على تأكيد اعتماد نظام غذائي
صحي. - فوائد أخرى: بيَّنت الدراسات أيضاً أن تناول مكمّلات الفيتامين (B6)، تسهم في الحد من أعراض الدورة الشهرية عند النساء،
كما يمكن أن تريح الحوامل من مشكلة الغثيان الصباحي. وأكدت دراسات أخرى فائدته في
علاج الاكتئاب والصرع، لكونه يساعد الجسم على إنتاج الناقلات العصبية، مثل مادة
"السيروتونين"، ما يقي مرضى السكري من الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي،
ناهيك عن دوره أيضاً في الوقاية من الربو والحد من نوباته وأعراضه. استناداً إلى
ذلك، ينصح الأطباء المرضى الذين يتناولون أدوية مضادات الإكتئاب الذين يتلقون
علاجاً بـ"الإستروجين" والنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل بزيادة
كمية فيتامين (B6)، لأن هذه الأدوية
تمتصه بسرعة، بينما تعمل أدوية مدرّات البول والكورتيزون على عرقلة امتصاص هذا
الفيتامين في الأمعاء. - أعراض نقص الفيتامين: يُعتبر النقص الحاد في فيتامين (B6) نادراً جداً،
على الرغم من أن الأبحاث العلمية التي أجريت في هذا الإطار، بيَّنت أن 50 في المئة
من النساء يعانين نقصاً متوسطاً فيه نتيجة تناولهن أقراص منع الحمل التي تسهم في
تخفيض مستويات الفيتامين في الجسم.
هناك مجموعة من الأعراض التي تؤشر إلى احتمال إصابتك
بنقص في الفيتامين (B6)، لكن تناول
الفيتامينات ومكمّلاتها، يجب أن يحصل بإشراف طبي، وبعد إجراء الفحوص الضرورية التي
تبيّن مدى النقص الذي تعانيه من أجل وصف العلاج المناسب. الشعور بالإعياء والصداع والغثيان، إضافة
إلى تشقق الجلد وتقرّح اللسان، مع فقدان الشهية، تؤشر جميعها إلى احتمال وجود نقص
في الفيتامين (B6). ومن الأعراض الإضافية لنقص الفيتامين: التهاب المفاصل والتهاب
ملتحمة العين وتأخر التئام الجروح، وضعف الذاكرة وتساقط الشعر. في حال عدم علاج
النقص الحاصل، فإن الشخص المصاب معرّض للإصابة ببعض الاضطرابات الصحية، مثل التهاب
الأعصاب، أو الأنيميا، أي فقر الدم الذي لا يستجيب للعلاجات المتعارف عليها، كما
تصبح البشرة حساسة جداً لأشعة الشمس، إلى درجة إصابتها بالحروق بعد التعرض لفترة
قصيرة جداً لأشعة الشمس. كذلك يسبب نقص الفيتامين (B6) الإصابة بانحباس الماء الحاد. - الحاجة اليومية: الإفراط في تناول
الفيتامين (B6)، ممكن أن يؤدي إلى تلف أعصاب المخ. لذا تشير
الدراسات إلى أن الجرعة اليومية من هذا الفيتامين ترتكز على سن وجنس الشخص،
فالرجال والنساء تحت سن الخمسين يحتاجون إلى 1,3 ملليغرام يومياً. لكن الأمر يختلف
بعد هذه المرحلة العمرية. إذ ينصح الأطباء النساء بتناول 1.5 ملليغرام، والرجال 1.7 ملليغرام
يومياً. مصادر هذا الفيتامين متنوعة، حيث إنه موجود تقريباً في كلّ الأطعمة، إلا أنه
موجود بمستويات مرتفعة في الأفوكادو والموز والبطاطا والسمك واللحوم والبازلاء،
إضافة إلى الجزر والجوز والبروكولي وفول الصويا.
كبف تكسب حسنات لا حدود لها{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ*قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}بتلاوة القران
110. ب مم .
تشقق السماوات وتكور الشموس /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة / /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث❷ /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي الهندسة بأفرعها / لغة انجليزية2ث.ت1. / مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق/❷عبد الواحد2ث- ت1. /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا ت /قْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِفيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في /مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث /ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن /كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة /والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني /ثانوي.ت1./ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث
Translate
الخميس، 7 يناير 2021
الغذاء المتوازن والفيتامينات
تربية الأبناء بين التدليل والقسوة والتغيب عنهم
تربية الأبناء بين التدليل والقسوة والتغيب عنهم
الموقع
سُلطة الوالدين هي البوابة الأولى من حياة الطفل،
وتتكون شخصية الطفل حسب طبيعة علاقته بتلك السلطة. كما أن طريقة تربيتنا لأولادنا،
هي التي ترسم لهم خريطة حياتهم في تعاملهم معنا كآباء، أو تعاملهم مع العالم
الخارجي. فالأبناء هم صناعة الآباء. - تأثير الأب: حول تأثير الأب في
علاقته بأبنائه، كشفت دراسة قامت بها "جامعة كونيكتكيت"، ونشرتها
الدورية العالمية للطب النفسي "أنّ تأثير الأب في نمو شخصية الطفل يبدو عظيماً إذا اقترب من
الطفل وعايَش ما يَمرُّ به من تفاصيل حياتية صغيرة. في حين أنّ الأُم غالباً هي
التي تُعايش طفلها في كل تجاربه، لأنّها تشعر في داخلها بشعور أصيل يدفعها إلى مُلازمته".
وأشارت الدراسة، إلى أنّ "أقسى الصدمات التي يتعرض لها الطفل، تكون عند
إحساسه بأنّه مرفوض، سواء من الأُم أو الأب"، لافتةً إلى أن "آثار ذلك
الألم النفسي أقسى كثيراً من الألم الجسدي، الأمر الذي يمكن رصده، من خلال التحفيز
الزائد الذي يظهر على مناطق معيّنة من المخ". عندما تصل العلاقة بين الابن
وأبيه، إلى درجة أن يقول الأب: "إبني يكرهني ولا يحترمني"، فلا شك في أن
هناك مشكلة. لكن، أين مكمن الخلل يا تُرى؟ هل هو في الدلال الزائد؟ أم القسوة
المفرطة؟ أم في غياب الأب عن دوره، وترك الأُم لأطفالها لتربيهم الخادمة؟ أم أنّ
الأمر يعكس حالة الصراع الذي يعيشه بعض الآباء عند الاختيار بين تربية أبنائهم
بالطريقة نفسها التي تربّوا بها، وتربيتهم بأسلوب يتماشى مع عصر الثورة
التكنولوجية، وما سبّبته من مؤثرات في جيل الأبناء؟ - إبني يكرهني: يقولها وعلامات الحزن
مرسومة على وجهه: "ابني يكرهني، ولا يحترمني، وأدرك أنني السبب ولكن ماذا
أفعل؟"، كلام سمعناه شخصياً من حسين، وهو مدير عام في إحدى المؤسسات
الحكومية. علماً بأن حسين رجل منفتح بطبعه، ولكن مشكلته مع ابنه البكر (13 عاماً)،
مليئة بالدروس والعبر، وهذا ما جعلنا نترك له خيط الحوار، حيث يقول: "ما أصعب
أن تصل العلاقة بين أب وأكبر أبنائه إلى هذه الدرجة، فابني لا يحب الجلوس معي، أطلب
منه أن يعطيني كوب الماء فيرفض، أحاول إصطحابه معي إلى المسجد يتردد، وينتهي به
الأمر إلى عدم الموافقة. في حين أنّه يُرحب بالخال والعم ويجلس معهما ويحترمهما
ويقوم للسلام عليهما، بينما يسلم عليّ وهو جالس. وعندما أبادر إلى تقبيله يرفض، مع
أنني لم أقصّر في حقه بشيء وألبّي له كل طلباته، أحدث موبايل وأفضل مدرسة، ولا سقف
لطلباته المادية، ومع هذا كله فهو بعيد عني، وهو ما يُوجعني كأب". كلمات حسين
دفعتنا إلى مقاطعته وسؤاله: لماذا وصلت العلاقة بينك وبين فلذة كبدك إلى هذا
المنحنى الخطر؟ يجيب وعلامات الحيرة مازالت على وجهه: "بصراحة أنا عصبي
بطبعي، حاولت مرات ومرات أن أقلل من عصبيتي في تعاملي معه ولكنني فشلت، والمشكلة
أنني أتعامل مع أشقائه بطريقة مختلفة ولا مشاكل بيني وبينهم، ولكنه إبني الكبير
وأريد أن تكون تربيته حسب فهمي أنا". ويواصل حسين شرح معاناته مع ابنه، يقول:
"أصبحت درجة العناد لديه كبيرة، ويوماً بعد يوم تزداد الفجوة بيني وبينه
اتّساعاً". ويضف: "لقد أصبحت أمه بمثابة حلقة الوصل الوحيدة بيني
وبينه، وعلى الرغم من إدراكي أنني على خطأ، ولكنني غير قادر على التغيُّر، فقد
تربيت هكذا، ولديَّ اعتقاد أنّ الإبن الأكبر يجب أن يكون قُدوة لأشقائه". - اُنظُر
إلى شقيقتك: إلى ذلك، يسرد حسين حالة شبيهة لحالته مع ابنه، وهي تتعلق بأحد أخوال
الابن، يقول: "عمي، والد زوجتي، رجل شديد الطباع وكان يتعامل مع ابنه البكر،
بطريقة تعاملي مع إبني نفسه، إلا أن عمي كان متعدد العلاقات الجنسية، وابنه كان
على علم بذلك. وهكذا، نشأ الولد على الطريقة نفسها وتعرف إلى فتيات وهو في سن
صغيرة نسبياً، فعامله الأب بقسوة لأن سلوكه ترتب عليه تأخره الدراسي، وكان الأب
كثيراً ما يقارن بينه وبين شقيقته، زوجتي، التي كانت ناجحة في الدراسة والحياة وهو
فاشل". ويشير إلى أنّه "نتيجة هذا الأسلوب اتخذ الابن قراره بمغادرة
المنزل والعيش في بيت مستقل والزواج بامرأة أجنبية، ولا علاقة له بأبيه الآن، بل
إنّه يتصرف معه بأسلوب غير لائق إذا التقاه في مناسبة عائلية، وهذا ما يُحزن الأب
الذي تجاوز السبعين من العمر، ويعيش الآن في حالة ندم، ودائماً يذكرني بما حدث معه،
علماً بأنني أتظاهر بموافقتي على وجهة نظره. ولكن مع أوّل إحتكاك بيني وبين ابني
أجدني أتعامل معه بالخشونة نفسها، للأسف". - حوار لا ينقطع: من جهته، يقدم
مساعد الراشد (متقاعد، لديه ابنتان)
صورة مختلفة لتعامله مع ابنتيه عن الصورة التي قدمها
حسين. ويقول مساعد: "لقد ربّيت ابنتيّ كما يقول الإسلام". ويضيف: "لقد
كان لسيدنا عليّ – كرم الله وجهه – حكمة معروفة في تربية الأبناء، تقول: "سبع
أمير، وسبع أسير، وسبع وزير، وبعد 21 عاماً يشق طريقه في الحياة"، أما الآن
فنرى الأم تترك أولادها للخدم،، وأنّ الأب مشغول كما الأم في عمله، فمن أين تأتي
الألفة بين الآباء والأمهات؟". ويتابع مساعد موضحاً: "في الماضي، كانت
المرأة لا تعمل وتجلس مع أولادها تُربيهم وتُشرف عليهم، أما اليوم، فالخادمة هي
التي تُعلّم لغتها وتقاليدها لأبنائها. لذا، من الطبيعي جدّاً أن يكره الأبناء الآباء،
فالعاطفة غير موجودة". ويقول: "أحمد الله أنني كنت أنا وزوجتي نشرف على
تربية ابنتينا بشكل مباشر، فالعلاقة بين الآباء والأبناء ينبغي أن تكون متواصلة،
أما أن نغيب عن البيت ونتركهم للخدم ونقول إنهم يكرهوننا، فالخطأ يقع علينا نحن
وهم الضحايا". - إقتراب: بدوره، ينتمي زكريا غزيل (موظف، لديه 4 أبناء) إلى
المدرسة نفسها التي ينتمي إليها مساعد الراشد، ويقول زكريا: "أنا من مدرسة
مختلفة عن والدي، حيث إنّه لا يمكن أن أربّي أولادي بالطريقة التي تربيت عليها، إذ
إنّ الجيل الحالي مختلف في كل شيء". ويشير إلى أنّه "لو تعاملت مع ابني
بطريقة تعامل والدي معي، فسيهرب مني ولن يفتح لي قلبه". ويضيف: "لقد
تعلمت أنّ الأسلوب الأفضل هو الاقتراب من الأبناء والتعرف إلى أفكارهم"،
لافتاً إلى أنّ "الحقيقة التي ينبغي علينا الاعتراف بها، هي أن ما كان يصلح
للأمس لا يصلح لليوم. ففي الماضي، كان الأب، أو الأُم، يقسو على ابنه في التربية
ولكن الابن لا يكرهه نتيجة ذلك، بل كنت تسمع الابن عندما يكبر وهو يترحَّم على تلك
الأيام التي كان والده يقسو عليه فيها، وحتى يضربه. أما اليوم، فمجرد
"التكشيرة" في وجه الابن تجعله يبتعد عن الأب ويجلس في غرفته كنوع من
العقاب للأب". - حنان ولكن.. يعيش سعيد رجب (مستشار قانوني، متزوج ولديه أبناء)
في حالة من الوئام مع أبنائه، وهو إذ يتحدث عنها يقول: "لقد أخذت من الإسلام
ما يصلح نموذجاً في تربية الأبناء، فأنا أنظر إلى ما كان يفعله الرسول (ص)، عندما يصعد حفيده على ظهره وهو يُصلّي".
ويضيف: "ففي القرآن والسنّة نجد الطريقة المثلَى في التربية السليمة، فأنا
كنت أصطحب ابني معي إلى الصلاة في المسجد وهو في الثالثة من عمره، وأطلب منه
الوقوف إلى جانبي وعدم الكلام، فإذا التزم أكافئه بأن أحضر له شيئاً يُحبّه، أمّا
إذا تحدث بصوت عال، فأفهمه بخطئه وأشعره بأنني غير راضٍ عمّا فعل". ويُبيّن
سعيد أن سياسته في التربية "تتجلّى في الحوار والجلوس مع أولادي وعدم القسوة
عليهم، وهي الطريقة التي رباني بها والدي، فلا أتذكر أنّه ضربني مرة واحدة". ويقول:
"أنا مع سياسة الحوار مهما تكن حدّة الموقف، فما كان يصلح في الماضي لا يصلح
اليوم، وعلينا أن نقترب من أبنائنا أكثر وأكثر". - لا للدلع: هل نُربّي أولادنا
بالطريقة التي تربينا بها؟ سؤال طرحناه على كريم كمال (مهندس كمبيوتر، غير متزوج)،
الذي يقول: "بالتأكيد إنني لن أربي ابني كما تربيت أنا". ويضيف:
"رحم الله والدي الذي توفي منذ سنوات عديدة، حيث إنّه كان يلبّي لنا كل
احتياجاتنا، ويُعاملنا بدلَع كامل الأوصاف، لا عصبية ولا حتى صراخ في
وجوهنا". ويقول بأسى: "لقد كانت النتيجة أنني مازلت من دون عمل حتى
الآن، على الرغم من وجود أكثر من فرصة عمل جيدة، ولكنني أضع شروطي ولا أقبل بأي
شيء، وأعتقد أنّه لو كان والدي قد رباني على طريقة الاعتماد على النفس، وتطبيق
سياسة الثواب والعقاب، لكان الأمر مختلفاً، علماً بأن هذا ما أنوي تربية أبنائي
عليه مستقبلاً. فالدّلع مرفوض وسياسة الثواب والعقاب هي التي ستسود، وهذه نصيحة
أقدمها لكل أب، لا تُفرط في تدليل أبنائك ولا تقسُ عليهم". - ثواب وعقاب: من جهته، يبدو أن
أيمن جاد (موظف، غير متزوج) مقتنع بطريقة تربية والده له، وهو إذ يتحدث عنها يقول:
"لقد كان أبي يُطبّق سياسة الثواب والعقاب. فعندما كنتُ أخطئ في تصرف ما، كان
يضربني، وعندما أفعل شيئاً حسناً يُكافئني". ويضيف: "لذلك، أنا مع هذه
السياسة. واليوم، وبعد وفاة والدي، أتذكر المواقف التي تعرضت فيها للضرب. وأدرك
أنني كنت أستحق العقاب الذي لم يسبّب لي أي كره أو رفض لوالدي، لا بل إنني أترحّم
عليه كثيراً". ويتفق فارس محفوظ (موظف، غير متزوج) مع ما قاله أيمن، ويتابع مضيفاً:
"أبي كان يتعامل معي حسب الموقف، عندما أخطئ يعاقبني، وعندما أفعل شيئاً
جيداً يكافئني". ويشير فارس إلى أنّ "هذا لا يعني أنني سأربي أولادي بالطريقة
التي تربيت عليها، ففي أيامنا كانت هناك فجوة بين الأب والابن، فالأب يشعر بأن
مكانته تجعله لا يقترب من ابنه كثيراً، لأن هناك مساحة يجب الحفاظ عليها".
ويضيف: "أما اليوم، فإن هذا الأسلوب لا يصلح، ولذلك، أنا سأصادق ابني وأجعله
قريباً مني". ويبرر فارس وجهة نظره قائلاً: "هذا الجيل مختلف، ولا يجب
أن ننسى دور الإعلام والمفاهيم الجديدة التي يتم ترسيخها في أذهان أولادنا، وأيضاً
المدارس الأجنبية التي باتت منتشرة في بلادنا بكثرة، خصوصاً أنّ هناك مفاهيم
مُغايرة لمفاهيمنا في كثير من المدارس، وهذا كله يُوسّع الفجوة بين الأبناء
والآباء". - حاجز نفسي: أما سارة فريد (متزوجة ولديها ولد وبنت)، وإذ تتحدث
عن علاقتها بوالدها ووالدتها قبل رحلة الزواج والإنجاب، تقول: "كان والدي
يتعامل معنا بكل حب، ويقضي معظم وقته معي أنا وإخوتي، لقد كان بمثابة الصديق
بالنسبة إلينا، نتحدث معه في كل شيء، لذلك افتقدناه كثيراً بعد وفاته".
وتتابع: "أما في ما يتعلق بأمي، فقد كانت غاية في التسلّط، وأنا لا أقول إنني
كرهتها ولكنها خلقت حاجزاً كبيراً بيننا وبينها، فهي لا تتوقف عن إصدار القرارات
والتضييق علينا في كل تصرفاتنا، بل أوصلتني شخصياً إلى أن جعلتني أفضل النوم قبل
موعد نومي، هرباً من الجلوس معها، فقد كنت أعود من عملي ونتناول طعام الغداء معاً،
وأدخل إلى غرفتي وأحلم بأن يأتي صباح اليوم التالي لكي أذهب إلى عملي". وبسؤالها
عن الطريقة التي تتبعها في تربية أبنائها تجيب سارة: "ابني صديقي وابنتي
صديقتي، من الآن أتعامل معهما على هذه القاعدة، لقد استفدت مما حدث معي، الجَفَاء
والقَسْوة لا يصلحان للتربية هذه الأيام، أمي كانت تُعاملنا كما كانت جدتي تتعامل
معها وشقيقاتها، وهذا لا ينفع في عالم اليوم". - عقليات مختلفة: الاختلاف بين
عقلية جيل الآباء، وجيل الأبناء، هو ما جعل سمير السكري (موظف، أعزب) يفضّل أن
يكون أسلوب تربية الأبناء في هذا العصر مختلفاً عن العصر السابق. ويقول سمير
شارحاً: "لقد تغيّرت العقليّة.
جيل الآباء كان أكثر تأثراً بجيل الأجداد، أما العالم
اليوم، فبات مفتوحاً على مصراعيه، والأبناء يعرفون أحياناً أكثر من الآباء، بل
إنهم يتفوقون عليهم في التكنولوجيا الحديثة". ويلفت إلى أنّ "من تداعيات
هذا كله، أن الجيل الحالي أصبح أكثر جرأة ولا مشكلة لدى الابن في أن يُخاصم والده
أو أن يترك البيت إذا تعامل معه بقسوة حتى ولو كان على سبيل العقاب". ويضيف: "لقد توفي
والدي منذ فترة، وهو كان يطبّق سياسة الثواب واعقاب معنا، وأنا أكن له كل الحب
والاحترام. أما في وقتنا الراهن، فأنا أحمّل الأب مسؤولية ضياع ابنه ووصوله إلى
درجة كرهه له وعدم احترامه له، فلو رَبّاه بطريقة سليمة ما وصل إلى هذه الدرجة
أبداً". - عقاب: من ناحيته، لا يجد مصطفى صادق (محام، أعزب) حرجاً في
الاعتراف بأنّه تربَّى "بطريقة قاسية وشديدة"، ويقول: "في الحقيقة،
لقد كنت أستحق، فقد كنت مزعجاً جدّاً وعقاب والدي لي كان في محلّه تماماً".
ويضيف: "صحيح أنني كنت أرفضه وقتها. ولكن، عندما تعود بي الذاكرة إلى تلك
الأيام، أدرك صواب ما كان يفعله والدي. ومع هذا، فلن أطبّق المدرسة نفسها في
التربية على أولادي فالجيل مختلف، وها نحن في عصر الإنترنت". - عقول إلكترونية: أن يكره الابن
أباه، عبارة لا يستسيغها كثيرون، فما هي الأسباب التي يمكن أن تدفع الابن إلى كره
والده أو والدته؟ وما الأسلوب الأمثل في التربية؟ وما السبيل إلى حل إشكال الصراع
بين الأجيال؟ أسئلة تُجيب عنها رنا يونس (أخصائية علم النفس الاجتماعي)، تقول:
"من الصعب أن يصل الابن إلى كره والده أو والدته بسهولة، إلا إذا رأى عن قرب
المشكلات التي تحدث بينهما، أو إذا كان الأب قاسياً في تعامله مع أفراد
أسرته". وتضيف: "تزداد درجة كراهية الابن لأبيه إذا كانت والدته تحكي له
عن سوء علاقتها بأبيه، فيتولد الكره داخله تجاهه، وقد تكون العصبية غير المبرَّرة
من قبل الأب أو الأم من الأسباب المؤدّية إلى ذلك أيضاً". أمّا عن الطريقة
المثلى للتربية، فترى رنا يونس "أنّ من الصعب تطبيق أسلوب الآباء في تربية
أبناء هذا الجيل، فكل شيء مختلف". وتقول: "اليوم هناك عقول إلكترونية
ومدارس إلكترونية، وفي كل دقيقة إختراع جديد، على عكس الماضي، عندما كانت عقولنا
تقليدية ومدارسنا تقليدية، والحياة بشكل عام يغلب عليها الطابع التقليدي"،
لافتةً إلى أنّ "هذا يتطلب من الآباء أن يصلوا إلى الأبناء، ذلك أن جيل
الآباء في معظمه يعاني الأمية التكنولوجية". وتلقي ربنا يونس بمسؤولية تدهور
العلاقة بين الآباء والأبناء على الآباء أنفسهم، قائلة: "هناك خطأ في التربية
هو الذي أوصل العلاقة بين ابن وأبيه إلى درجة يصف فيها علاقته بابنه بأنّه يكرهه،
فالدَّلع الزائد مرفوض وعواقبه وخيمة، والقسوة المبالغ فيها مرفوضة وعواقبها وخيمة
أيضاً، والغياب عن البيت وفقدان الحوار نتائجه كارثيّة على الجميع". وتؤكد أن
"لا حل سوى بالحوار والتوازن بين الثواب والعقاب والتكيُّف مع متطلبات العصر،
فما كان يصلح في الماضي لن يصلح اليوم. لذا، علينا أن نربيهم على الاستقلالية
والمسؤولية وعدم الخوف ومنحهم الحنان والحب والعاطفة بلا حدود". - مؤثرات
قوية: من ناحيتها، تضع أستاذة علم التربية الدكتور مصر العامري، المؤثرات الخارجية
التي طرأت على الأجيال الحالية، في مقدمة العوامل المؤثرة في علاقة الآباء
بالأبناء، وتقول: "لا علاقة بين الأمس واليوم، فقد كنّا في الماضي نجلس مع
آبائنا وأمهاتنا ونتحاور معهم، ولم تكن متطلبات الحياة ومغرياتها كما هي اليوم،
وكانت الروابط قوية جدّاً بين مختلف أفراد الأسرة، فلم تكن الأم تترك أولادها
للخادمات ولا الأب يسهر في المقاهي، بل كان الأهل في قلب البيت ويشرفون بشكل مباشر
على تربية أبنائهم. بالتالي، كان الابن يستمع لنصيحة أبيه أو أمه لأنهما قريبان
منه. لكن،
بأي حق اليوم يطالب الآباء أبناءهم بالقُرب منهم وهم لا يرونهم إلا قليلاً؟".
وتنصح د. العامري "بضرورة أن يقترب الأب من ابنه وأن تقترب الأم من ابنها،
وأن يتعاملا معه كصديق ويُراقباه عن بُعد"، لافتةً إلى أنّه "في هذه
الحالة سيجد الوالد أن ابنه هو الذي يقترب منه ويحكي له عن كل شيء بلا خوف".
وتقول: "لكن، أن يغيب الأب عن ابنه ثمّ يظهر في حياته فجأة ليعطيه الأوامر،
فإن هذا يجعل من المستحيل أن يتحقق له ما يريد". وتختم مُحَذّرة من القسوة في
التربية "لأنها تجعل الابن يتظاهر بقبول ما يطلبه والده، ولكنه يفعل العكس في
الخفاء".►
حق الأب علي الأبناء 2.
حق الأب علي الأبناء للأب حق الإحسان والطاعة ، وتحقيق ما يتمناه، وله ود الصحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدث فلا تقاط...
-
للأب حق الإحسان والطاعة، وتحقيق ما يتمناه، وله ود الصحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدث فلا تقاطعه، وإن دعاك فأجبه، ولا ت...
-
حق الأب علي الأبناء للأب حق الإحسان والطاعة ، وتحقيق ما يتمناه، وله ود الصحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدث فلا تقاط...
-
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب دمار الكون وانتهاؤه /الجزء الثاني ملحوظة : اعتمدت كتاب البداية والنهاية إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ...