إنّ صفاء النفس وشفافيّتها يشكلان أهم عنصرين للإحلام المريحة الصادقة، ولكنّ الناس تتلوّث نفوسهم – عادة – باجتراح المعاصي، واتباع سبل الغي، والجنوح للحرام، والميل للهوى.. فتشوب نفوسهم شوائب وأكدار مما يمتنع معها تلقي الإلهام من الله تعالى. من هنا، فإنّنا بحاجة إلى تربية دائمة للنفس، وترويض لها على الخير، لتكون مؤهلة لاستقبال بشارة الله، وإلهام السماء. وتطهير النفس لا يتأتى إلّا باجتناب الشهوات، والملذات الممنوعة، والذنوب المهلكة.. فمن الذنوب ما يقف حاجزاً دون الالتقاء بروح السماء ويغلق أبواب الفهم على الإنسان (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين/ 14). لذا وجب علينا – عقلاً وشرعاً – أن نكابد بشدّة، لعزل أنفسنا عن الشر، بعد أن أحطنا به، من كلّ حدب وصوب، وأن نقلع عن ممارسة الفعل القبيح، والقول القبيح، اللذين ينهى عنهما الدين، كالكذب والغيبة، والحقد على الناس، والإفتراء والخوض في الباطل، والمكر... وما إلى ذلك، فقد اتّجه العالم بنا – في هذا الزمن – إلى خواء في الأخلاق والقيم والمثل... إنّنا بحاجة للنفس الصقيلة، النقية، أكثر من حاجتنا للحلم الصادق، أما لو كانت النفس محمّلة بأثقال الآثام، محجوبة بكدر الذنوب، فلا تنفعها الأحلام في شيء. والنفس الشفافة تؤدي دوراً كبيراً في حياة الإنسان، في نومه ويقظته، وإذا كان للنفس هذا الأثر الفعّال في تصوير الحقائق، وتجسيد الوقائع للإنسان في حال نومه، من خلال الرؤى الصادقة، فالأجدر والأولى أن يكون لها أثر في تبيان الحقائق في حال اليقظة.. وهي كذلك بالفعل.. فالنفس البشرية تمتلك قدرة عجيبة على اكتشاف الحقائق، ورؤية المستور، وإدراك ما لا تدركه الأعضاء والجوارح.. ولكن تختلف نفوس الناس من شخص لآخر، باختلاف درجة صفاء نفوسهم وطهارتها، فمن كانت نفسه أكثر نقاءً وصفاءً كان أبعد وأعمقَ نظراً، وأقوى على استكشاف الحقيقة.. بخلاف من ضَعُفَت نفسه، وهانت، وتدنّت في الموبقات.. فهو يكون أضعف بصيرةً، بل فاقداً للبصيرة، ومعدوم الرؤية، تكتنف الظلماتُ قلبه. قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور/ 40). إنّه نور النفس الذي يستطيع أن يرى به ما لا تراه العين، يستطيع أن يميّز بين الخير والشر، والصحيح والسقيم، والحقّ والباطل. ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا...) (الأنفال/ 29). إنّ هذه الشفافية في النفس، يصطلح عليها العلم الحديث بـ(العقل الباطن) أو (الحاسة السادسة) لأنّ هناك إرشاداً وتوجيهاً ذاتياً تقوم بهما النفس، للتعريف على مواطن الصحة والسلامة، أو مواطن السوء والانحراف.. وتقوم النفس بعملية قراءة ما بين السطور. أما في نصوص الدين الحنيف، فيعبّر عنها بتعابير مختلفة، منها: (الفرقان) كما سبق في الآية الكريمة، والفرقان هو المرشد الباطني الذي ينير الدرب في ظلمات هذه الحياة. يشرح الطبرسي نوّر الله ضريحه، كلمة الفرقان بهذا الشكل (يجعل لكم هداية ونوراً في قلوبكم تفرّقون بها بين الحقّ والباطل). ومنها: بعد النظر، كما ورد في وصف ضرار بن ضمرة لعليّ أمير المؤمنين (ع) (كان والله بعيد المدى...) فلا يمتلك بعد النظر إلّا مَن يمتلك نفساً شفافة لينظر بعيداً ويكتشف المستقبل بنظرته الثاقبة، كما كانت الحال في أصدق صورها مع الرسول وأهل بيته الكرام. وربما عبّر عنها بكلمة (النور) لأنّ الإنسان تمتنع عليه الرؤية والحركة في الظلمة (ظلمة الحياة) إلّا بنور من الله عزّ وجلّ. قال سبحانه: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا...) (الأنعام/ 122). والمراد بالميت هنا (الكافر) الجاحد لآيات الله، والمعرض عن الدين، مثله مثل الميت لا ينفع أحداً ولا ينتفع منه أحد، وإن كان حاملاً لكفاءات عالية، وقدرات واسعة كما لو كان – مثلاً – عالماً غزير العلم، وعظيماً في أعين الناس، إلّا أنّه يبقى عاجزاً في نفسه من استكشاف الطريق الصحيح، وهو بالتالي ضالّ يعيش ظلمة الكفر والضلالة. بخلاف المؤمن الذي يحمل نفساً بصيرة، ذات رؤية بعيدة وواضحة، عميقة وكاشفة. قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (البقرة/ 257). وقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) (الرعد/ 16).
كبف تكسب حسنات لا حدود لها{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ*قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}بتلاوة القران
110. ب مم .
تشقق السماوات وتكور الشموس /ثالثة 3 ثانوي مدونة محدودة /كل الرياضيات تفاضل وتكامل وحساب مثلثات2ثانوي ترم أول وأحيانا ثاني التجويد /من كتب التراث الروائع /فيزياء ثاني2 ثانوي.ت2. /كتاب الرحيق المختوم /مدونة تعليمية محدودة رائعة / /الكشكول الابيض/ثاني ثانوي لغة عربية ترم اول يليه ترم ثاني ومعه 3ث /الحاسب الآلي)2ث /مدونة الأميرة الصغيرة أسماء صلاح التعليمية 3ث❷ /مدونة السنن الكبري للنسائي والنهاية لابن كثير /نهاية العالم /بيت المعرفة العامة /رياضيات بحتة وتطبيقية2 ثانوي ترم ثاني /احياء ثاني ثانوي ترم أول /عبدالواحد2ث.ت1و... /مدونة سورة التوبة /مدونة الجامعة المانعة لأحكام الطلاق حسب سورة الطلاق7/5هـ /الثالث الثانوي القسم الأدبي والعلمي /المكتبة التعليمية 3 ثانوي /كشكول /نهاية البداية /مدونة كل روابط المنعطف التعليمي للمرحلة الثانوية /الديوان الشامل لأحكام الطلاق /الاستقامة اا. /المدونة التعليمية المساعدة /اللهم أبي وأمي ومن مات من أهلي /الطلاق المختلف عليه /الجغرافيا والجيولوجيا ثانية ثانوي الهندسة بأفرعها / لغة انجليزية2ث.ت1. / مناهج غابت عن الأنظار. /ترم ثاني الثاني الثانوي علمي ورياضة وادبي /المنهج في الطلاق/❷عبد الواحد2ث- ت1. /حورية /المصحف ورد ج /روابط المواقع التعليمية ثانوي غام /منعطف التفوق التعليمي لكل مراحل الثانوي العام /لَا ت /قْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِفيزياء 2 ثاني ثانوي.ت1. /سنن النكاح والزواج /النخبة في /مقررات2ث,ترم أول عام2017-2018 /مدونة المدونات /فلسفة.منطق.علم نفس.اجتماع 2ث /ترم اول /الملخص المفيد ثاني ثانوي ترم أول /السيرة النبوية /اعجاز الخالق فيمن خلق /ترجمة المقالات /الحائرون الملتاعون هلموا /النُخْبَةُ في شِرعَةِ الطلاق. /أصول الفقه الاسلامي وضوابطه /الأم)منهج ثاني ثانوي علمي رياضة وعلوم /وصف الجنة والحور العين اللهم أدخلنا الجنة ومتاعها /روابط مناهج تعليمية ثاني ثانوي كل الأقسام /البداية والنهاية للحافظ بن /كثبر /روابط مواقع تعليمية بالمذكرات /دين الله الحق /مدونة الإختصارات /الفيزياء الثالث الثانوي روابط /علم المناعة /والحساسية /طرزان /مدونة المدونات /الأمراض الخطرة والوقاية منها /الخلاصة الحثيثة في الفيزياء /تفوق وانطلق للعلا /الترم الثاني ثاني ثانوي كل مواد 2ث /الاستقامة أول /تكوير الشمس /كيمياء2 ثاني ثانوي ت1. /مدونة أسماء صلاح التعليمية 3ث /مكتبة روابط ثاني /ثانوي.ت1./ثاني ثانوي لغة عربية /ميكانيكا واستاتيكا 2ث ترم اول /اللغة الفرنسية 2ثانوي /مدونة مصنفات الموسوعة الشاملة فهرسة /التاريخ 2ث /مراجعات ليلة الامتحان كل مقررات 2ث الترم الثاني /كتاب الزكاة /بستان العارفين /كتب 2 ثاني ثانوي ترم1و2 . /ترم اول وثاني الماني2ث
Translate
الخميس، 7 يناير 2021
صفاء النفس وشفافيّتها
إنّ صفاء النفس وشفافيّتها يشكلان أهم عنصرين للإحلام المريحة الصادقة، ولكنّ الناس تتلوّث نفوسهم – عادة – باجتراح المعاصي، واتباع سبل الغي، والجنوح للحرام، والميل للهوى.. فتشوب نفوسهم شوائب وأكدار مما يمتنع معها تلقي الإلهام من الله تعالى. من هنا، فإنّنا بحاجة إلى تربية دائمة للنفس، وترويض لها على الخير، لتكون مؤهلة لاستقبال بشارة الله، وإلهام السماء. وتطهير النفس لا يتأتى إلّا باجتناب الشهوات، والملذات الممنوعة، والذنوب المهلكة.. فمن الذنوب ما يقف حاجزاً دون الالتقاء بروح السماء ويغلق أبواب الفهم على الإنسان (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين/ 14). لذا وجب علينا – عقلاً وشرعاً – أن نكابد بشدّة، لعزل أنفسنا عن الشر، بعد أن أحطنا به، من كلّ حدب وصوب، وأن نقلع عن ممارسة الفعل القبيح، والقول القبيح، اللذين ينهى عنهما الدين، كالكذب والغيبة، والحقد على الناس، والإفتراء والخوض في الباطل، والمكر... وما إلى ذلك، فقد اتّجه العالم بنا – في هذا الزمن – إلى خواء في الأخلاق والقيم والمثل... إنّنا بحاجة للنفس الصقيلة، النقية، أكثر من حاجتنا للحلم الصادق، أما لو كانت النفس محمّلة بأثقال الآثام، محجوبة بكدر الذنوب، فلا تنفعها الأحلام في شيء. والنفس الشفافة تؤدي دوراً كبيراً في حياة الإنسان، في نومه ويقظته، وإذا كان للنفس هذا الأثر الفعّال في تصوير الحقائق، وتجسيد الوقائع للإنسان في حال نومه، من خلال الرؤى الصادقة، فالأجدر والأولى أن يكون لها أثر في تبيان الحقائق في حال اليقظة.. وهي كذلك بالفعل.. فالنفس البشرية تمتلك قدرة عجيبة على اكتشاف الحقائق، ورؤية المستور، وإدراك ما لا تدركه الأعضاء والجوارح.. ولكن تختلف نفوس الناس من شخص لآخر، باختلاف درجة صفاء نفوسهم وطهارتها، فمن كانت نفسه أكثر نقاءً وصفاءً كان أبعد وأعمقَ نظراً، وأقوى على استكشاف الحقيقة.. بخلاف من ضَعُفَت نفسه، وهانت، وتدنّت في الموبقات.. فهو يكون أضعف بصيرةً، بل فاقداً للبصيرة، ومعدوم الرؤية، تكتنف الظلماتُ قلبه. قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور/ 40). إنّه نور النفس الذي يستطيع أن يرى به ما لا تراه العين، يستطيع أن يميّز بين الخير والشر، والصحيح والسقيم، والحقّ والباطل. ويقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا...) (الأنفال/ 29). إنّ هذه الشفافية في النفس، يصطلح عليها العلم الحديث بـ(العقل الباطن) أو (الحاسة السادسة) لأنّ هناك إرشاداً وتوجيهاً ذاتياً تقوم بهما النفس، للتعريف على مواطن الصحة والسلامة، أو مواطن السوء والانحراف.. وتقوم النفس بعملية قراءة ما بين السطور. أما في نصوص الدين الحنيف، فيعبّر عنها بتعابير مختلفة، منها: (الفرقان) كما سبق في الآية الكريمة، والفرقان هو المرشد الباطني الذي ينير الدرب في ظلمات هذه الحياة. يشرح الطبرسي نوّر الله ضريحه، كلمة الفرقان بهذا الشكل (يجعل لكم هداية ونوراً في قلوبكم تفرّقون بها بين الحقّ والباطل). ومنها: بعد النظر، كما ورد في وصف ضرار بن ضمرة لعليّ أمير المؤمنين (ع) (كان والله بعيد المدى...) فلا يمتلك بعد النظر إلّا مَن يمتلك نفساً شفافة لينظر بعيداً ويكتشف المستقبل بنظرته الثاقبة، كما كانت الحال في أصدق صورها مع الرسول وأهل بيته الكرام. وربما عبّر عنها بكلمة (النور) لأنّ الإنسان تمتنع عليه الرؤية والحركة في الظلمة (ظلمة الحياة) إلّا بنور من الله عزّ وجلّ. قال سبحانه: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا...) (الأنعام/ 122). والمراد بالميت هنا (الكافر) الجاحد لآيات الله، والمعرض عن الدين، مثله مثل الميت لا ينفع أحداً ولا ينتفع منه أحد، وإن كان حاملاً لكفاءات عالية، وقدرات واسعة كما لو كان – مثلاً – عالماً غزير العلم، وعظيماً في أعين الناس، إلّا أنّه يبقى عاجزاً في نفسه من استكشاف الطريق الصحيح، وهو بالتالي ضالّ يعيش ظلمة الكفر والضلالة. بخلاف المؤمن الذي يحمل نفساً بصيرة، ذات رؤية بعيدة وواضحة، عميقة وكاشفة. قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (البقرة/ 257). وقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ) (الرعد/ 16).
حق الأب علي الأبناء 2.
حق الأب علي الأبناء للأب حق الإحسان والطاعة ، وتحقيق ما يتمناه، وله ود الصحبة والعشرة، والأدب في الحديث، وحسن المعاملة، إن تحدث فلا تقاط...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق