يجب التعامل معه بجدية على الأُم أن تأخذ مخاوف طفلها
على محمل الجد وألا تستخف بها. ومهما بدت المخاوف تافهة في نظرها هي، إلا أنها
حقيقية في نظره هو، وتسبب له الشعور بالقلق والهلع. عليها أن تشجعه على التحدث
عنها. إن قدرة الطفل على التعبير عن مخاوفه تساعد كثيراً على التخفيف من حدة
مشاعره، خاصة السلبية منها. على
الأُم ألا تعتمد الاستخفاف بخوف طفلها أو الاستهزاء منه كأسلوب لإجباره على التغلب
عليه. إنّ القول له: "لا تكن سخيفاً لا يوجد وحش في خزانتك" لا يجدي
نفعاً. إذ يمكن أن يجعل الطفل يذهب إلى فراشه، لكنه لا يزيل مخاوفه. كما أن عليها ألا
تغذي الخوف عند طفلها. مثلاً، إذا كان لا يحب الكلاب ويخاف منها: عليها ألا تتعمد
قطع الشارع بسرعة إلى الجهة الأخرى إذا رأت كلباً وهي تسير برفقة طفلها. لأنّها
بذلك تزيد من مخاوفه من الكلاب، فيحاول تجنبها وعدم الاقتراب منها أبداً. عليها أن
تدعم طفلها وتعامله بلطف في حال اقتربا من شيء يخيفه أو وجدا نفسيهما أمام موقف
يثير الرعب. - خوف الطفل من الوحش:
يظهر معظم الأطفال الخوف من الوحش بشكل متكرر. فنظرتهم
إلى الوحش تختلف عن نظرة الأشخاص البالغين. بالنسبة إلى الطفل، الوحش مخلوق حقيقي
ينوي إلحاق الأذى به أو بأفراد عائلته. حتى طفل في عمر السنتين يمكن أن يظهر خوفه
من الوحش. قد تحار الأم في معرفة أصل هذا الخوف، وقد تفشل كل محاولاتها في إقناع
طفلها بألا وجود للوحش، وبأن الوحش وهم فإنّه لن يؤذيه. لماذا يشعر الأطفال بالخوف
من مخلوقات رهيبة مخيفة؟ وماذا تعني هذه الوحوش لهم؟ - لماذا الوحوش؟ يبتدع الأطفال الوحوش
نتيجة مرورهم بتجارب شخصية اقتنعوا من ورائها بوجود أشخاص يستطيعون التصرف بوحشية
مع الأشخاص الآخرين. هناك نوعان من التجارب تعمل على غرس هذه الفكرة في رؤوس الأطفال:
النوع الأوّل يختبره بعض الأطفال فقط، هو ملاحظتهم وجود أشخاص يستطيعون علناً
إلحاق الضرر بأشخاص آخرين. إذ ربما يكون الطفل قد شاهد أطفالاً آخرين يتعرضون لعنف
جسدي أو لفظي، وربما يكون هو نفسه تعرض لمثل هذا العنف. من المهم ألا يغيب عن بال
الأُم أن طفلها يمكن أن يفسر العنف ضده على أن باستطاعتها كشخص بالغ أن تعامله
بقسوة وتظلمه حتى ولو لم يكن في نيته التسبب في إثارة أعصابها أو أذيتها. مثلاً، إنّ
الطفل الذي سبق أن تعرض لعقاب جسدي، يمكن أن ينظر إلى أمه على أنها من ذلك النوع
من الأُمّهات اللواتي يمكن أن يتحولن إلى أشخاص خطرين ومخيفين (لهذا ينصح معظم
خبراء التربية بعدم استخدام العنف الجسدي كأسلوب لمعاقبة الطفل). مثال آخر: لأنّ
الطفل في عمر خمس سنوات أو أقل لا يدرك تماماً الفرق بين ما هو وهم وما هو حقيقة،
يمكن أن يعتبر أنّ الأشخاص الخطرين والأنذال الذين يظهرون على شاشات التلفزيون هم
أشخاص حقيقيون. يمكن أن ينجح الطفل في تطوير انفعالاته وأن يقل خوفه من الوحش، إذا
بذلت الأُم أقصى ما تستطيع لحمايته من أي عنف أو أذى يمكن أن يلحق به. النوع الثاني من
التجارب، يختبره كل طفل، ويحصل ذلك عندما يحس الطفل بمشاعر الغضب داخله. أحياناً
تكون هذه المشاعر قوية إلى حد بعيد، إن حدة نوبات الغضب التي تنتاب الطفل، تبين
تماماً مدى شدة غضبه. كل الأطفال يختبرون مشاعر الغضب لأنّ الغضب والظلم يلعبان
دوراً أساسياً في رد فعل الطفل نحو أي موقف مؤلم أو خطير مثل خيبة الأمل، الإحباط،
الضجر، الوحدة، القلق، الألم الجسدي.. إلخ. كثيراً ما يشعر الطفل الصغير بالخوف من
غضبه. وينبع خوفه هذا من خشيته ألا يتمكن من السيطرة عليه فيلحق الأذى بالآخرين و/
أو ينال عقاباً عليه، علاوة على ذلك، يشعر الطفل بالقلق من رد فعل الأُم في حال
اكتشفت مدى عدائية أفكاره والغضب الكامن داخله، اعتقاداً منه أن في استطاعة الأُم
دائماً قراءة أفكار طفلها. مثل هذه المخاوف تحفز الطفل بقوة إلى أن يصبح قادراً على
السيطرة على غضبه ومشاعره العدائية. فيلجأ إلى أسلوب الحماية الذاتية المعروف
بـ"التبرير" الذي يمكنه من الإيحاء بأن مشاعره غير المرغوب فيها تعود إلى
أشخاص آخرين لا إليه هو. إنّ التبرير يساعد الطفل على الشعور براحة أكثر فيحس وكأنّه
تحرر من مشاعره العدائية. ولكن للتبرير جانب سلبي، لأنّه لا يعمل على إزالة
المشاعر، إضافة إلى أنّه يضر بالطفل فعلياً. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة خوف الطفل
من المشاعر الهدامة الكامنة داخله. فيتخيل أن هناك وحوشاً. وخوفه منها يزيد من
عدوانيته. ولكن قد يمنحه التبرير الوقت اللازم لتعزيز ثقته بنفسه، وتطوير أساليب
تساعده على السيطرة على ذاته، وترويض مشاعره العدائية. إنّ الطفل القادر على تحقيق
هذه البراعة لا يفكر كثيراً في وجود الوحش، وتكون مخاوفه أقل، ويكون أكثر قدرة على
تقنين مشاعره العدائية وتحقيق أهدافه البناءة. على الأُم مساعدته على تحقيق هذه
المهارة من خلال: - تفهّم مخاوف الطفل:
لا ينقطع الطفل الصغير عن اكتشاف العالم الذي يحيط به.
ولا يتوقف خياله عن التطور. ومن ترجمة كل ما يراه في حياته اليومية إلى صور مرعبة
تتكون في رأسه. وهذا ما يدفعه إلى الخوف من الظلام فيتخيل وجود وحش مختبئ في مكان
ما في الغرفة المظلمة. تختلف مخاوف الطفل بين مرحلة وأخرى. ولهذا، لا توجد طريقة
واحدة يمكن اتباعها لتساعده على التغلب على مخاوفه. لذا، يجب تعديل الأساليب بما
يتناسب مع مرحلة تطور الطفل وقدرته على التعامل مع مخاوفه. - وضوح الرسالة: على الأُم ألا ترسل رسائل خاطئة إلى
طفلها من خلال قولها له مثلاً: "لا تصرف كطفل صغير"، أو "لا تكن
جباناً"، أو "انظر إلى صديقك. إّنه لا يخاف".. إلخ. مثل هذه الكلمات تجعل
الطفل يعتقد أن من الخطأ أن يخاف، فيتوقف عن مشاطرة الأُم مخاوفه. على الأُم أن
توضح لطفلها أن لا بأس إن شعر بالخوف، وأن تشرح له أن لا ضير من مشاطرتها مخاوفه
وطلب مساعدتها. - عدم تجاهل مخاوف الطفل: إذا كان الطفل يخاف من شخص معيّن، قريب
أو جار أو صديق للعائلة، على الأُم ألا تتجاهل خوف طفلها أو تجبره على الاقتراب من
الشخص الذي يخافه أو يسلم عليه أو يوجد معه، بل على العكس، عليها أن تتحدث مع
طفلها عن الموضوع وتحاول أن تعرف منه أسباب خوفه من الشخص. حتى لو كانت الأُم
تعتقد أن من غير المحتمل أن يلحق الشخص الأذى بطفلها عليها أن تشعره بأنّها تشاركه
ظنونه. - عدم إجبار الطفل على تأدية عمل يخافه: إنّ إجبار الطفل على القيام بعمل يخاف
منه، يزيد الأمر سوءاً. على الأُم أن تتخيل نفسها لو أجبرها أحد مثلاً على حمل
حشرة تخاف منها، أو على القفز بالحبل من مكان عالٍ. على الأُم أن تمنح طفلها الوقت
ليتكيف مع مخاوفه ويتمكن من التغلب عليها. عليها أن تدعمه بأقصى ما تستطيع من حب
واهتمام. - تفقّد الغرف: على الأُم أن تقوم مع طفلها الذي يخاف بجولة على غرف المنزل،
وأن تشعل النور وتبحث تحت الأسرة وتفتح أبواب الخزائن لتبين له أنّه لا توجد وحوش
في المنزل إطلاقاً. وإذا كان يخاف من الأصوات أو من خيالات الأشياء عليها أن تحدثه
عنها بلغة بسيطة وألا تحاول فلسفة الأمور. - اهتمام: إنّ التحدث إلى الطفل بشأن مخاوفه
يجعله بالتأكيد يشعر براحة أكبر. على الأُم أن تدع طفلها يشرح لها ما يخيفه ولماذا
يخيفه. وأن يتحدث عن شعوره عندما يحس بالخوف. عليها أن تشعره بمدى اهتمامها به عند
حديثه عن مخاوفه. وأن تقول له إنها هي أيضاً كانت تشعر بالخوف من أشياء كثيرة
حين كانت طفلة صغيرة. مثل هذا التعاطف يؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الروابط بين الأُم
وطفلها، خاصة عندما يشعر باهتمامها بمشاعره. - عدم الاستهزاء بمخاوفه: إنّ استهزاء
الأُم بمخاوف طفلها، لا يقلل منها، بل على العكس يزيد منها ويقلل من ثقته بنفسه.
وهذا يزيد من المشاكل ويعززها، مثل تحول الخوف إلى فوبيا (أقصى درجات الخوف). إنّ
في إمكان الطفل التغلب على مخاوفه إذا لقي اهتماماً وحباً من الأُم. فالتجاهل
والاستهزاء لا يولدان إلا مشاعر سلبية عند الطفل. - خوف الطفل من الظلام: إنّ الخوف من
الظلام جزء طبيعي من تطور الطفل. يمر كل طفل تقريباً بمرحلة عمرية يشعر فيها
بالخوف من الظلام. كثيراً ما يصادف أن يذهب طفل صغير إلى النوم ليلاً والغرفة تغرق
في ظلام دامس. ولكن، عندما يصبح في عمر السنتين ونصف السنة أو ثلاث سنوات، يأخذ في
الخوف من الظلام على جدران الغرفة المظلمة أو من الوحوش المختبئة تحت السرير. في
الواقع، إنّ الخوف جزء طبيعي من تطور الطفل ويبدأ في عمر السنتين ونصف السنة إلى
ثلاث سنوات. ويتطور الخوف عندما يصبح الطفل في سن تمكنه من التخيل، ولكنه لا يكون
كبيراً إلى حد يستطيع التمييز بين ما هو خيال وما هو واقع. لذا، إذا حاولت الأُم
إقناع طفلها بعدم وجود أشباح لأنّها في الأساس غير حقيقية وطلبت منه الذهاب إلى فراشه،
فإنّها لن تجد أذناً مصغية من طفلها.
ما الذي يتسبب في خوف الطفل من الظلام؟ يعتبر التلفزيون
أسوأ مثال على إثارة خوف الطفل من الظلام. قد لا تدرك الأُم مدى تأثير التلفزيون
في طفلها. إلا أن أنوار التلفزيون الساطعة والأصوات التي تصدر عنه تحفز ذهن الطفل
بقوة وتثير خوفه. أن أفضل وسيلة لتهدئة مخاوف الطفل من الظلام، هي التواصل معه
واحترامه وتفهمه. فإذا كانت الأُم تتواصل مع طفلها منذ البداية فإن في إمكانه أن
يفهمها عندما تحدثه عن الخوف من الظلام. كما أن عليها أن تحترم طفلها وألا تستخف
بمخاوفه أو تستهزئ بها، لأنّ الاستهزاء إزالة مخاوفه. إضافة إلى أنّه يؤدي إلى
شعور الطفل بالذنب والعار أيضاً. هذه بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد الأُم على
وضع حد لمخاوف طفلها. - المحافظة على الهدوء: على الأُم أن تبذل أقصى ما تستطيع
لتحافظ على هدوئها أثناء تحدثها مع طفلها عن خوفه من الظلام. عليها أن تصغي له،
وألا تبالغ في تجاوبها معه أو تظهر غضبها حتى لا تزيد الأمر سوءاً عليها أن تشعر
طفلها بأنّه في أمان وأن في استطاعتها معالجة موضوع خوفه من الظلام، وأن تفسر له
معنى الخوف وأن تساعده على إدراك أنّه أمر طبيعي وعادي. - عدم الشعور بالإحباط: على الأُم تؤكد
لطفلها دائماً وأبداً أنّ الشعور بالخوف من الظلام أمر عادي. ولكن عليها ألا تصاب
بالإحباط لمجرد اكتشافها أن خوف طفلها مبني على أوهام. عليها ألا تتهمه بأنّه أحمق
وجبان، لأنّه إن لم تكن تخيلاته حقيقة فإن خوفه حقيقي. - عدم السماح للطفل بالنوم في غير
سريره: على الأُم أن تقاوم دائماً رغبتها في السماح لطفلها بالنوم في سريرها، لأن
من المفترض أن تحافظ على الحدود بينها وبين طفلها وأن تفسح المجال أمامه ليتعامل
مع خوفه من الظلام. - تمكين الطفل من مواجهة مخاوفه: على الأُم أن تمنح طفلها السلطة ليتمكن
من التغلب على خوفه من الظلام. عليها أن تسأل طفلها إن كان يرغب منها أو من والده أن يتفقده
أثناء نومه، وأن تطلب منه أن يحدد إن كان يرغب في أن تتفقده كل ساعة أو ساعتين أو
أكثر، لأن تفقدها لطفلها يشعره بالأمان والراحة، وهذا بدوره يساعده على التغلب على
خوفه تدريجياً. كما أن عليها أن تسمح له بأن يأخذ معه إلى السرير الغرض الذي يشعره
بالأمان مثل: غطاء، أو لعبة على شكل حيوان محشو، أو مصاصة، أو ضوء خافت، ليساعده
على النوم براحة أكبر. على الأُم ألا تقول لطفلها مثلاً: "تعالَ لنتأكد من عدم وجود وحش
تحت السرير" والغرفة مظلمة. أو "إذا تصرفت بتهذيب لن يبقى ولا وحش تحت
سريرك"، لأنّها بذلك تزيد من فكرة وجود أشباح في الظلام وأنّه لا يستطيع
التغلب عليها إلا إذا كان صادقاً وتصرف بتهذيب. لذا، عندما تتفقد الأُم خزانة طفلها في
وجوده، عليها أن تبين له أنها تقوم بذلك كي تريه ملابسه وأحذيته لا لتتأكد من عدم
وجود أشباح. - عدم تجاهل سبب المشكل: إنّ وقوع الطفل تحت ضغط عائلي، مثل:
الطلاق، أو موت فرد من العائلة، أو ولادة طفل جديد، أو الانتقال إلى منزل جديد أو
مدرسة جديدة.. إلخ، كلها أمور تزيد من مخاوف الطفل. وأكثر ما تظهر هذه المخاوف في
الليل ومن الظلام بشكل خاص. لذا، على الأُم أن تحدّث طفلها عن كل ما يمكن أن يثير
مخاوفه حتى يشعر بالأمان وبالتالي بالقدرة على مواجهة الخوف.
من منا لا يخاف الظلام؟ ولكن هل يكون الخوف من الظلام نوعًا من أنواع الفوبيا عند بعض الأشخاص؟ إليك أهم المعلومات حول فوبيا الخوف من الظلام في هذا المقال.
سنتعرف في ما يأتي على أبرز المعلومات حول فوبيا الخوف من الظلام:
فوبيا الخوف من الظلام
فوبيا الخوف من الظلام هي أحد أنواع التي يكون فيها الشخص شديد الخوف من الظلام والعتمة؛ إذ يشعر بالتوتر الشديد والهلع في حال التواجد في أماكن مظلمة.
أعراض فوبيا الخوف من الظلام
بالطبع ليس شرطًا أن يكون كل من يخاف من الظلام أن يعاني من الفوبيا والتوتر، فالخوف من الظلام شعور طبيعي عند الإنسان.
ولكن يوجد بعض الأعراض التي تدل على أن الخوف من الظلام هو حالة نفسية وأحد أنواع الفوبيا، إليك أهم أعراض فوبيا الخوف من الظلام:
التوتر والهلع الشديد في حال التواجد في أماكن مظلمة.
الخوف الدائم والمستمر من الظلام.
تجنب ممارسة النشاطات المختلفة التي تستدعي التواجد ليلًا.
الخوف من الظلام ليلًا عند الذهاب للنوم، بل ويؤثر ذلك سلبًا على النوم وقد يسبب التوتر
عدم الخروج من المنزل ليلًا أبدًا.
فقدان السيطرة على النفس من شدة الخوف.
الشعور وكأنك قد تفقد الوعي أو قد تموت من شدة الخوف من الظلام.
كما تظهر علامات فسيولوجية استجابة وردة فعل للخوف الشديد من الظلام. ومنها:
صعوبة في التنفس.
تسارع نبضات القلب.
ألم وضيق في الصدر.
الرجفان.
دوار.
التعرق.
الشعور بالبرودة أو السخونة.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالخوف من الظلام
إن فوبيا الخوف من الظلام عادة ما تبدأ منذ الصغر ما بين 3 و 6 أعوام، ويعد الخوف من الظلام أمرًا طبيعيًا عند الأطفال ولكن في بعض الحالات يوجد عوامل تزيد من خطر تحول الخوف من الظلام إلى فوبيا، ومن هذه العوامل ما ياتي:
التوتر والخوف عند الاباء: قد يزداد خطر الإصابة بالفوبيا بشكل عام في حال كان أحد الوالدين يعاني من فوبيا لأمر معين.
الاهتمام والخوف الزائد على الطفل: قد يعاني بعض الأطفال من مشكلات نفسية كالتوتر والفوبيا في حال الاعتماد الكامل على الوالدين وخوفهم الزائد عليه.
أحداث حياتية مرهقة: في حال تعرض الطفل لحادثة مخيفة، مثل: حوادث السير، أو أي نوع من الإصابات المخيفة قد يزيد ذلك من خطر الإصابة بالفوبيا.
عوامل وراثية: قد يكون الخوف من الظلام مرتبطًا بعوامل جينية وراثية.
علاج فوبيا الخوف من الظلام
يعتمد العلاج على التأثير النفسي عند الشخص الذي يعاني من فوبيا الخوف من الظلام، وبما أن فوبيا الخوف من الظلام تبدأ عادة منذ الصغر فيمكن اتباع بعض النصائح لتقليل فوبيا الخوف من الظلام، منها الاتي:
تعويد الطفل على الظلام بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ ومرعب.
العلاج السلوكي المعرفي، الذي يشمل محادثة المريض من قبل الأطباء المختصين وأفراد العائلة.
ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس بعمق.
تناول الأدوية، مثل: الأدوية المضادة للتوتر، والاكتئاب
***
يتوفر بداخل كل شخص منا غرائز عدة، تحميه وتشكل له جهاز إنذار ضد الأخطار، التي تحيط به، ومن هذه الغرائز: الخوف، الذي يُعرّفه العلماء بأنه انفعال قوي وغير سار، يتسبب فيه إحساس بوجود خطر ما وتوقع وقوعه، وفي الغالب فإن الخوف ينشأ في مرحلة الطفولة، ويحفظ في اللاشعور داخل العقل الباطن، ومن خلال التجارب والخبرات يتم تعزيزه، وبقاء الخوف في المعدل والصورة الطبيعية يجعله سبباً في الحفاظ على الشخص، وحمايته من المخاطر التي تحيط به، إلا أنه يمكن أن يتجاوز هذا الحد إلى أن يتحول إلى خوف مرضي، وهو ما يُسمى بـ«الفوبيا» أو «الرهاب»؛ حيث يمكن أن يؤثر في حياة الفرد.
يعاني الكثير من الأشخاص، مشكلة «رهاب الظلام» أو الخوف من الأماكن المظلمة أو يتملكهم شعور فظيع من ظلمة الليل، وتظهر على الشخص أعراض شديدة من هذه المشكلة، تصل لدرجة المرض النفسي في بعض الحالات، وهذا المرض يعوق المصاب به عن القيام ببعض الأنشطة المعتادة؛ خوفاً من حلول الظلام، وفي هذا الموضوع سوف نتناول مسببات مرض «رهاب الظلام»، والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة به، مع طرح طرق الوقاية والعلاج لهذه المشكلة المؤرقة للكثير.
نوبات من الهلع
يعد «رهاب الظلام» أو «نيكتوفوبيا» أحد أنواع الخوف المرضي؛ وفيه يصاب الإنسان بحالة من الخوف الشديد من الظلام أو الليل، ويمكن أن يسبب له أعراضاً من القلق الشديد أو الاكتئاب، وغالباً فإن الخوف من الظلام يبدأ في سن الطفولة.
وبحسب الدراسات، التي تعرضت لهذه الظاهرة، فإن البشر يخشون الظلام؛ لافتقادهم المحفزات البصرية، أي أنهم لا يستطيعون رؤية ما حولهم في الليل أو الظلام، ويعد «رهاب الظلام» خوفاً غير عقلاني، يمكن أن يؤثر في حياة الإنسان، ويعوقها بصورة كبيرة، وهو من أكثر أنواع «الفوبيا» انتشاراً بين الأطفال.
غير أن هذه «الفوبيا» تختفي مع البداية في مرحلة النضج والبلوغ، ويمكن أن تستمر مع بعض البالغين، ويعد الأطباء «نوكتوفوبيا» اضطراباً نفسياً خطراً يؤثر في الصحة العقلية والبدنية للشخص المصاب، ويسبب الإحراج أو الخوف مشكلة بالنسبة للشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب؛ لأنه لا يستطيع أن يبوح أو يعترف بطبيعة مرضه أو خوفه أمام أي شخص، وحتى أنه يجد صعوبة في أن يقص طبيعة ما بداخله من مشاعر للطبيب النفسي.
وتتشابه أعراض «النوكتوفوبيا» مع أنواع الرهاب الأخرى؛ حيث ترتبط هذه الأعراض بتجربة أو أكثر تعرض فيها المصاب بالرهاب؛ نتيجة أحداث وذكريات مؤلمة يستعيدها مرة أخرى، وهو يخوض نفس الموقف أو يتواجد في نفس المكان، ومن أبرز الأعراض، التي تصيب مريض «فوبيا الظلام» إصابته بنوبات من الهلع أثناء الليل، وفي الأماكن المظلمة، لدرجة أن المصاب لا يستطيع الخروج من منزله ليلاً، وكذلك يعاني العصبية والتوتر إذا كان المكان مظلماً، حتى أنه لا يستطيع النوم إلا والأنوار مضاءة، ومن الجائز أن يبقى طوال الليل مستيقظاً، إذا اضطرته الظروف للبقاء فترة قصيرة في مكان مظلم، ويصاب بالتعرق وتزداد ضربات قلبه ويصاب بالرعشة، وفي بعض الحالات يفقد القدرة على التفكير، ويمكن أن تصل الحالة إلى مرحلة الإغماء.
تصورات مشوهة
يسيطر على دماغ، الذين يعانون «فوبيا الظلام» تصورات مشوهة عن كوارث من الممكن أن تقع بالليل أو في الظلام، وعلى الرغم من أن أسباب الإصابة «رهاب الظلام» لا تزال مجهولة لعلماء النفس، إلا أنهم يعتقدون بوجود ارتباط بين هذا الرهاب وحوادث مؤلمة من الجائز أن تكون وقعت للمصاب في الظلام أو أثناء الليل، على سبيل المثال فيمكن أن يكون سبب خوف الشخص من الظلام دخول لص للمنزل أثناء انقطاع الكهرباء، أو يكون وراءه مشاهدة الكثير من أفلام الرعب، وبالنسبة للأطفال فإن تخويف الطفل في المراحل العمرية المبكرة، يجعله يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من الاعتماد على العقل والمنطق وتدبر الأمور.
ويمكن أن ينتقل للطفل «رهاب الظلام» من رد فعل الوالدين المبالغ فيه، وعلى سبيل المثال فالارتباك والهلع حينما يصيبان الأمهات ينتقل بالتبعية للأبناء، وعامة فإن أول موقف تعرض له الشخص هو ما يساهم في تكوين المشاعر السلبية والذعر والاضطراب، الذي يحدث في الجسم، كما أن التصورات والمعتقدات والحكايات، التي تتداول في المجتمع لها دورها في انتشار هذه الحالة، أي أن ثقافة المجتمع من هذا الجانب تؤثر في الأفراد بدرجة ما، إضافة إلى تعمق بعض المسببات الأخرى.
المعرفي السلوكي
تحتاج بعض حالات «نوكتوفوبيا» إلى المساعدة الطبية حتى يستطيع الشخص المصاب التغلب على مخاوفه المفرطة من الظلام والليل، ومن خلال العلاج المعرفي السلوكي يستطيع الطبيب المعالج تقوية ثقة الشخص بنفسه، وطمأنته بأنه ليس هناك حقيقة لخوفه من الظلام؛ ومن خلال هذا العلاج يقوم الطبيب بتعريض المصاب تدريجياً لكل المخاوف التي تواجهه، حتى يستطيع التغلب عليها خطوة بخطوة، وأيضاً حتى يعرف سبب الخوف والدافع وراء الخوف من الظلام، ولا يحبذ إعطاء أدوية قبل معرفة السبب الرئيسي للخوف من الظلام، وأيضاً لكي يستطيع الطبيب المعالج كتابة الدواء المناسب للحالة، وفي مرحلة لاحقة يمكن أن تفيد الأدوية المضادة للقلق.
وتحتاج الحالات الأقل حدة في علاجها إلى اقتحام مواطن الخوف بجرأة وتدرج، ومخاطبة اللاشعور والعقل الباطن بعبارات تكسر حاجز الخوف، وتقوي ثقة الشخص بنفسه، ويبدأ المصاب بـ«رهاب الظلام» هذا العلاج بمعرفة السبب وراء الإصابة بـ«الفوبيا»، فمثلاً من الممكن أن يكون الإسراف في مشاهدة أفلام الرعب أو سماع أصوات في المنزل ليلاً
ويفيد تذكر أول موقف سبب «الفوبيا» أن التعرض لنفس الموقف مرة أخرى، يؤدي إلى استرجاع المخ لحالة الهلع التي أصابت الشخص أول مرة، يلي ذلك استخدام المنطق وعدم ترك النفس للخيالات والأفكار غير المنطقية، فالكثيرون يمتلكون خيالاً واسعاً يجعل أصغر الأشياء تبدو مرعبة، فلو كان الشخص خائفاً من اقتحام منزله ليلاً فعليه إحكام غلق الأبواب والنوافذ، وإن كان الطفل هو من يعاني هذه «الفوبيا»، فبث الاطمئنان في نفسه من خلال أن يتفقد كل شيء مع أحد والديه قبل الذهاب للنوم مثل البحث تحت السرير وفي خزانة الملابس وهكذا.
لا للأفكار السلبية
يجب عدم الاستسلام للأفكار السيئة قبل الذهاب للنوم، وبالعكس على المصاب بـ«رهاب الظلام» أن يشغل تفكيره بأمور إيجابية؛ كالتفكير في خطة جديدة للعمل، أو الانتقال إلى مكان جديد للسكن، أو الترتيب لزيارة بعض الأصدقاء، ومن الأفضل الاستماع للقرآن قبل النوم ليلاً؛ لأنه يذهب الأفكار السلبية عن المريض.
ومن الممكن للشخص المصاب بهذا الرهاب ألا ينام وحده في الحجرة؛ وذلك حتى إذا وجد شيئاً يزعجه يقوم بإخبار الشخص الذي ينام معه، وهو ما يساعد في تخفيف هذه المخاوف، ويمكن أن يحللها للمصاب حتى يتخلص منها.
وكذلك يمكن التفكير في الشيء، الذي يثير المخاوف بشكل كوميدي أو مضحك، حتى يهون منه في عقله، كأن يتخيل الوحوش، التي يخشاها وهي ترقص وتضحك، وتوجد حقيقة علمية تسمى نظرية التمدد والانكماش؛ وهي تعني أن الجو الحار في الصباح يؤدي إلى تمدد الأخشاب بينما برودة الليل تجعلها تنكمش.
وهذا يمكن أن يكون السبب في كثير من الأصوات التي يسمعها الشخص المصاب بـ«فوبيا الظلام» ليلاً، وعند معرفة هذه المعلومة فلا داع للقلق، ويمكن أن يكون الخوف من الظلام مرتبطاً بالنوم في غرفة بعينها، وبالتأكيد فهذا الخوف يرتبط بشيء حدث بهذه الغرفة؛ لذلك فعلى الشخص المصاب بالرهاب البحث عن هذا الشيء والتخلص منه، ويمكن أن يتخلص من هذا الرهاب بإضاءة الغرفة حتى يستسلم للنوم.
ويمكن أن يفيد في هذه الحالة الإضاءة الهادئة مثل المصباح السهاري، والإضاءة الهادئة تجعل المصاب بـ«فوبيا الظلام» يدرك ما حوله وتجعله يتغلب على مخاوفه، وبذلك لا يدع مجالاً للأفكار السلبية أن تغزو رأسه، ويمكن أن ترشد الكوابيس التي يراها المصاب بالرهاب في نومه إلى معرفة مصدر الخوف، فلو أنه قص هذه الكوابيس على أحد المقربين يمكن له أن يستنبط منها سبب الإزعاج حتى يتخلص منه.
تفسير علمي
أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن حوالي 90% من الأطفال يعانون رهاب الظلام، وبالنسبة للبالغين فإنهم يفقدون السيطرة على خوفهم، ولا يستطيعون ممارسة حياتهم بصورة طبيعية في ظل القلق والتوتر، وهذا كله يؤثر على إنتاجيتهم في الحياة، ويمتد الأمر بطبيعة الحال إلى صعوبة الحصول على قسط كاف من النوم، ما يؤثر على الصحة العامة ويصيب باضطرابات النوم
وربط الباحثون الذين تعرضوا لهذه الظاهرة خوف الأشخاص بقرب البشر الأوائل من الحيوانات المفترسة، التي كانت تخرج لهم في ظلام الليل، وقبل التكنولوجيا كانوا يترقبون هجوم الحيوانات المفترسة، والتي كانت تكثر عند دخول الظلام في الوقت الذي تفقد فيه الفريسة القدرة على الرؤية
واستمرت هذه التجربة إلى وقتنا هذا كشكل من أشكال القلق المعتدل، الذي يعود إلى كون الإنسان كائناً نهارياً، وليس ليلياً، وهذا يعني أن الخوف من الظلام ليس أمراً غير منطقي، بل هو في أصله اندفاع بشري طبيعي، ومشاعر القلق وعدم الارتياح التي يشعر بها الجميع عند إطفاء الأنوار هي انعكاس لاندفاع تطوري ليبقى الإنسان آمناً.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق